وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله ترأس وفد الكويت في القمة الخليجية بالدوحة

انعقدت في الدوحة أمس أعمال الدورة الـ 44 للمجلس الأعلى لقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، برئاسة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر.

وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله ترأس وفد الكويت في القمة الخليجية بالدوحة

انعقدت في الدوحة أمس أعمال الدورة الـ 44 للمجلس الأعلى لقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، برئاسة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر.
وشارك في القمة قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث ترأس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وترأس وفد مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فيما ترأس وفد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وترأس وفد الكويت ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، كما ترأس وفد سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء، كما شارك فيها أيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كضيف شرف.وقال صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة: نلتقي آملين أن يسهم التواصل والتفاهم بين القادة في تنمية وتعزيز العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصالح دولنا وتطلعات شعوبنا، ويعزز مكانة مجلس التعاون إقليميا ودوليا، ويتيح فرصا أكبر للنمو والازدهار، ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.وتابع: إن المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة تحتم تشاورا مستمرا وتنسيقا بيننا للتعامل معها وتجنب تبعاتها ودعم مكتسبات مجلسنا في شتى المجالات الاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية، وغيرها. وإني لعلى ثقة بأن دول المجلس يمكنها التوصل إلى التفاهم والتعاون بما من شأنه أن يسهم أيضا في حل بعض القضايا الإقليمية.وقال: تنعقد قمتنا هذه في ظل استمرار المأساة الخطيرة والكارثة الإنسانية غير المسبوقة الناجمة عن العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق، وخصوصا أهلنا في قطاع غزة، مؤكدا انه انتهكت في فلسطين المحتلة كل المعايير والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية من خلال ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم ضد الإنسانية. وأعرب أمير قطر عن أسفه، انه على الرغــم من انكشاف حجم الجريمة، وخروج الاحتجاجـــات الشعبية في جميع أنحاء العالم، الا انه مازالت بعض الأوساط الرسمية تستكثر على الشعب الفلسطيني مطلب وقف إطلاق النار. وقال: من العار على جبين المجتمع الدولي أن يتيح لهذه الجريمة النكراء أن تستمر لمدة قاربت الشهرين تواصل فيها القتل الممنهج والمقصود للمدنيين الأبرياء العزل، بمن في ذلك النساء والأطفال. أسر بكاملها شطبت من السجل المدني. وجرى استهداف البنى التحتية الهشة أصلا، وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود والدواء وتدمير المستشفيات ودور العبادة والمدارس والمرافق الحيوية، كل هذا بحجة الدفاع عن النفس، مع أن الدفاع عن النفس لا ينطبق على الاحتلال وفق القانون الدولي، ولا يجيز ما ترتكبه إسرائيل من جرائم إبادة. وأكد أن المجازر التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق الأشقاء في قطاع غزة تعمق الشعور بالظلم وبعجز الشرعية الدولية، ولكن الوجه الآخر لهذه المأساة هو صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على نيل كل حقوقه المشروعة، ومركزية قضية فلسطين.
وتابع: كان ممكنا توفير كل هذه المآسي لو أدركت إسرائيل وداعموها أنه لا يمكن تهميش قضية الشعب الفلسطيني، وأن زمن الاستعمار قد ولى، وأن الأمن غير ممكن من دون السلام الدائم، وكلاهما لا يتحققان من دون حل عادل لهذه القضية.
وأشار الى ان الشعوب في أنحاء العالم كافة تتساءل عن معنى المجتمع الدولي، وهل ثمة كيان كهذا فعلا؟ ولماذا تخلى عن أطفال فلسطين؟ وأصبحت تعابير مثل ازدواجية المعايير، والكيل بمكيالين من أكثر التعابير رواجا. وهذا يعني أن الشرعية الدولية قد تكون من ضحايا هذه الحرب الهمجية.وجدد أمير قطر إدانة بلاده لاستهداف المدنيين من جميع الجنسيات والقوميات والديانات، مشددا على ضرورة توفير الحماية لهم وفقا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وندعو الأمم المتحدة إلى ضرورة إجراء تحقيق دولي بشأن المجازر التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. وتابع: انطلاقا من إيماننا الراسخ بالعمل الإنساني، وحل المنازعات بالطرق السلمية، وواجبنا تجاه أمتنا، وبفضل من الله وتوفيقه فقد تكللت جهود وساطة دولة قطر في عقد هدنة في قطاع غزة والإفراج عن بعض الأسرى والمحتجزين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، ونحن نعمل باستمرار على تجديدها، وعلى التخفيف عن أهلنا في القطاع. ولكن الهدن ليست بديلا عن الوقف الشامل لإطلاق النار.
كما جدد الشيخ تميم بن حمد الشكر إلى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية على تعاونهما الوثيق لتحقيق هذه الهدن وتنفيذها، مضيفا، سوف نبذل جهدنا بالتعاون مع شركائنا الدوليين والإقليميين للتوصل إلى وقف شامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية.وأشار أمير قطر الى ان الصراع في فلسطين ليس صراعا دينيا، ولا مسألة إرهاب وحرب على الإرهاب، بل هو في جوهره قضية وطنية، قضية صراع بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، مسألة استعمار استيطاني رافض للاندماج في المنطقة عبر التوصل إلى حل وسط، حل عادل نسبيا مع السكان الأصليين، ولذلك لا يكمن التحدي في حل «قضية غزة»، وكأنها مسألة منفصلة، أو مسألة إسرائيلية أمنية تحتاج إلى ترتيبات أمنية يخضع قطاع غزة لمقتضياتها، بل في إنهاء الاحتلال وحل قضية الشعب الفلسطيني.من هذا المنطلق، دعا أمير قطر مجلس الأمن، ولاسيما أعضاءه الدائمين، إلى القيام بمسؤوليته القانونية والعمل على إنهاء هذه الحرب الهمجية، وإجبار إسرائيل على العودة إلى مفاوضات ذات مصداقية لتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية عبر حل الدولتين، وهو الحل الذي ارتضاه الفلسطينيون والعرب وتوافق عليه المجتمع الدولي. وتطرق الشيخ تميم بن حمد أمير قطر الى عدة قضايا اقليمية، قائلا: إن استمرار الأزمات التي تواجه بعض الدول الشقيقة في ليبيا واليمن وسورية ولبنان والسودان، يشكل خطرا على السلام الاجتماعي ووحدة هذه الدول وشعوبها، مجددا الدعوة الى جميع الأطراف المتنازعة في هذه الدول إلى تغليب المصلحة العليا للأوطان على الفئوية بكل أشكالها والتسليم باحتكار الدولة للعنف الشرعي، وتجنيب الشعوب العنف والاقتتال والاحتكام إلى الحوار لحل الخلافات وتحقيق تطلعات شعوبها في الأمن والاستقرار والتنمية.كما ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي كلمة أشاد فيها بمواقف دول مجلس التعاون الراسخة والثابتة لنصرة الشعب الفلسطيني التي ساهمت في تخفيف معاناته.وأكد البديوي خطورة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته، داعيا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والعمل على ضمان وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة ويحمي المدنيين، محذراً من حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه واستمرار الاحتلال. ثم تحولت الجلسة الى مغلقة تبعتها الجلسة الختامية التي شارك فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.وقد أشاد الرئيس التركي بالتطور المستمر الذي تشهده علاقات بلاده مع دول الخليج العربي، مشددا على أهمية تعزيز هذه العلاقات على مختلف المستويات. وقال أردوغان، في كلمة له خلال حضوره الجلسة الختامية للقمة الخليجية في دورتها الـ 44، «إن حضورنا معكم هذه القمة هو انعكاس لإرادتنا المشتركة في تطوير علاقاتنا، وأنا مؤمن بأننا نستطيع أن نعزز علاقاتنا وتعاوننا المشترك».
وأشار الرئيس التركي إلى أن حجم التبادل التجاري بين بلاده ودول الخليج شهد نموا كبيرا خلال العقدين الأخيرين، وتضاعف 13 مرة، ليبلغ 23 مليار دولار، مشددا على أهمية تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى أهمية التعاون السياحي بين الجانبين.وأفاد بأنه تم عقد خمسة اجتماعات للآلية الوزارية للحوار الاستراتيجي بين تركيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، في حين ستستضيف بلاده الاجتماع السادس في الربع الأول من العام المقبل، لافتا إلى ما توليه تركيا من اهتمام كبير للمشاريع المتعلقة بطرق النقل التي تربط دول الخليج بالقارة الأوروبية، إلى جانب مشاريع التعاون في مجال الطاقة، لاسيما في ظل محافظة تركيا على مكانتها ملاذا آمنا للمستثمرين الدوليين، واستعدادها المتواصل لتقديم كافة أنواع الدعم للمستثمرين الذين يثقون بالاقتصاد التركي.
وقدر أردوغان عاليا الجهود التي تبذلها دولة قطر لوقف إطلاق النار وتحقيق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، قائلا في هذا السياق «كنا نأمل أن تكون الهدنة دائمة، إلا أنه مع الأسف لم يتحقق ذلك، حيث يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي على المخاطرة بمستقبل المنطقة برمتها من أجل حساباته السياسية الداخلية». وشدد أيضا على أن الهدف الرئيسي يكمن في تحقيق هدنة إنسانية دائمة ووقف إطلاق النار، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.