برعاية ولي العهد السعودي انطلاق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، انطلقت أمس أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بمشاركة أكثر من 450 متحدثا.
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، انطلقت أمس أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بمشاركة أكثر من 450 متحدثا.
وتشهد فعاليات القمة العالمية حضور نخبة من الشخصيات المحلية والإقليمية والدولية وصناع السياسات الاقتصادية وقادة الفكر والمختصين في الذكاء الاصطناعي من 100 دولة يشاركون في أكثر من 150 جلسة وورشة عمل، خلال الفترة من 10 إلى 12 الجاري، في مقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض.حضر الحفل عدد من الأمراء والوزراء في المملكة، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الدوليين وقادة الفكر، ورؤساء كبرى شركات التقنية والذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم، والسفراء المعتمدين لدى المملكة.
قيادة راسخة
وألقى كلمة افتتاح القمة رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) د.عبدالله الغامدي، حيث عبر في مستهلها عن خالص شكره وامتنانه لرعاية سمو ولي العهد لأعمال القمة في نسختها الثالثة. وقال «نسترشد رحلتنا بمجال الذكاء الاصطناعي برؤية «المملكة 2030»، حيث وضعت القيادة الراسخة لسمو ولي العهد المملكة في مصاف دول الابتكار بالذكاء الاصطناعي، كما حظيت «سدايا» بدعمه المستمر لتقوم بدورها المنوط بها للارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي».
وأضاف «نرفع السقف بهذه القمة وندفع حدود الذكاء الاصطناعي لأعلى وأبعد من أجل خير البشرية، ونرى كيف تطور هذا المجال وأحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يعد ثورة في الإبداع والابتكار والتعاون، وتسبب صعوده في طفرة بالمعلومات، والتزييف العميق، كما شكلت المعلومات المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي معضلة أخلاقية يجب علينا التصدي لها».
هيئة استشارية للذكاء الاصطناعي
واستعرض الغامدي الجهود التي بذلتها «سدايا» في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي منذ إنشائها عام 2019، ومنها تنظيم النسخة الأولى من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، حيث عقد وقتها جلسة تشاورية لإنشاء هيئة استشارية للذكاء الاصطناعي تابعة للأمم المتحدة، وفي النسخة الثالثة من القمة يتم الاحتفال بهذا النجاح، وفي النسخة الثانية قدمت «سدايا» للعالم أكبر حدث لقادة الفكر في الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى الجهود الدولية التي بذلتها «سدايا» من أجل تحقيق الاستفادة من البيانات والذكاء الاصطناعي ومن ذلك استضافة أحد أكبر مشاورات حوكمة الذكاء الاصطناعي للأمم المتحدة في مدينة الرياض بمشاركة أكثر من 50 دولة، مشيدا بجهود منظمة «اليونسكو» في تشكيل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي العالمية، واعترافها في المؤتمر العام لها بالمركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ICAIRE، تحت رعايتها ضمن الفئة الثانية كمركز دولي مقره مدينة الرياض، مما يؤكد ريادة المملكة في تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
التصدي للتحديات
وأوضح الغامدي أن «سدايا» ملتزمة بالتصدي لتحديات مواهب الذكاء الاصطناعي المحلية والعالمية، وعليه نظمت أكبر أولمبياد وطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي شارك فيه أكثر من 570 ألف طالب وطالبة في المملكة، واليوم تستضيف المملكة أول أولمبياد دولي للذكاء الاصطناعي، بمشاركة أكثر من 25 دولة تتنافس الآن بمكان آخر في الرياض.وبين أن «سدايا» واصلت مسيرتها في بناء القدرات الوطنية وعملت على تحقيق المساواة بين الجنسين بنسبة 50% في القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في «سدايا»، كما أنها وصلت إلى العالمية في جهودها الإنسانية لتسهم في تعزيز المساواة بين الجنسين على الصعيد العالمي، مستشهدا بمبادرة Elevate التي تم إطلاقها في النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتم خلالها صقل مهارات نساء من 28 دولة.
وشدد على أن الذكاء الاصطناعي ليس أداة تحل محل القدرات البشرية، وإنما عامل تمكين قوي لتوسيع نطاق القدرة البشرية، مفيدا بأن هذه الرحلة لا تتعلق فحسب بالمنجزات التقنية، وليست سباقا نحو أذكى ذكاء اصطناعي، إنما تتعلق بصياغة شراكة بين البشر والآلات، لحل التحديات الملحة ولجعل الذكاء الاصطناعي يعمل مع الإنسانية ومن أجلها.
الحوسبة السحابية
من جهته، تناول وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي م.عبدالله السواحة، خلال الجلسة الأولى للقمة بعنوان «تمكين المجتمع من خلال التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي»، نظرية الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، مبينا أنها في المملكة تكمن في كيفية الانطلاق من ذروة الطموحات والآمال لتحقيق الإنتاجية للناس وتحقيق الازدهار من خلال المبتكرين المحليين والإقليميين والعالميين.
وقال «يمكننا القياس على الحوسبة السحابية مثلا، حيث انطلق الابتكار فيها خلال عام 2006 حتى عام 2013 ومر القطاع بالكثير من التحديات على الصعيد المادي والتقني كذلك، لكنها نجحت في الانتقال من صناعة بلغت قيمتها 10 مليارات دولار إلى سوق واسع تتجاوز قيمته النصف تريليون دولار».
وتطرق إلى 3 تحديات رئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي، أولها: الأجهزة وكفاءة الطاقة، مبينا أن هناك قلة في كفاءة الطاقة المستخدمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتحدي الثاني يكمن في التخزين والذاكرة، حيث يحتاج الإنسان الى بعض الوقت لكي يتذكر لكن هناك جهودا ملموسة حاليا لتسريع عملية تطوير أجهزة الذاكرة من قبل العديد من المطورين العالميين، والتحدي الثالث يتعلق بالنماذج حيث قد يحدث الخلط بين المعلومات الحقيقية والخاطئة أو حدوث بعض التحيزات.
وتخلل حفل الافتتاح تقديم عروض مرئية تناولت أبعاد الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالإنسان وتطور هذه التقنيات، ثم بدأت بعد ذلك جلسات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تستمر على مدى ثلاثة أيام.